الاثنين، 26 أكتوبر 2015

علاج صعوبات التعلم

رأينا فيما سبق من هذا المقال أن لصعوبات التعلم أسبابا متعددة، و من الطبيعي أن يكون العلاج متناسبا مع طبيعة الصعوبة التي يعاني منها الطفل و درجة خطورتها، و من الطبيعي أيضا تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين في تربية الطفل من آباء و معلمين و أطباء نفسيين. و عموما، يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل التوجيهات التالية:

أ- تفهم الوالدين للمشكلة

يجب على الآباء أن يتفهموا طبيعة مشاكل أبنائهم و أن يساعدوا المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.

ب- البرنامج التعليمي الخاص

يجب تخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، ويكون ذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة.

ج- التشخيص والتدخل المبكر 

إن تشخيص حالة الطفل المصاب ينبغي أن تتم تحت إشراف الأخصائيين النفسيين ، و كلما كان التشخيص مبكرا، كلما تمكنا من التعامل بشكل أفضل مع الطفل، و تجنب الكثير من سوء الفهم.

د- التعاون بين المدرسة والعائلة

تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لكل نواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأسرة و المدرسة.

أسباب صعوبات التعلم

أظهرت الدراسات الحديثة وجود أسباب متعددة و متداخلة لصعوبات التعلم، نوجزها فيما يلي:

عيوب في نمو المخ 

خلال مراحل نمو الجنين، قد تحدث بعض العيوب والأخطاء التي قد تؤثر على تكوين و اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، و يعتقد العلماء أن هذه الأخطاء أو العيوب في نمو الخلايا العصبية هي التي تؤدي إلى ظهور صعوبات التعلم عند الأطفال.

العيوب الوراثية

يلاحظ في كثير من الأحيان انتشار صعوبات التعلم في أسر معينة، و يعتقد أن هذا الأمر يعود لأساس وراثي، فعلى سبيل المثال فإن الأطفال الذين يفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الأصوات المميزة والمفصلة للكلمات ، من المحتمل أن يكون أحد الأبوين يعاني من مشكلة مماثلة .

مشاكل أثناء الحمل و الولادة

يمكن أن يرتبط ظهور صعوبات التعلم لدى الطفل بالمراحل التي تسبق ولادته، ففي بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين كما لو كان جسما غريبا يهاجمه، وهذا التفاعل يؤدي إلى اختلال فى نمو الجهاز العصبي لهذا الأخير.
في حالات أخرى، قد يحدث التواء للحبل السري حول نفسه أثناء الولادة مما يؤدي إلى نقص مفاجئ للأوكسجين الذي يصل للجنين، مما يؤدي إلى الإعاقة في عمل المخ وصعوبة في التعلم في الكبر.
كما يمكن أيضا أن يسبب التدخين أو تناول الخمور، أو بعض الأدوية الخطيرة أثناء الحمل إلى معاناة الطفل من صعوبات التعلم .

مشاكل التلوث و البيئة

أثبتت الأبحاث أن التلوث البيئي من الممكن أن يؤدي إلى صعوبات التعلم بسبب تأثيره الضار على نمو الخلايا العصبية، وقد أظهرت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبيئة والناتج عن احتراق البنزين والموجود كذلك في مواسير مياه الشرب، من الممكن أن يؤدي إلى كثير من صعوبات التعلم.




 ما هي علامات صعوبات التعلم؟

من الصعب الكشف عن صعوبات التعلم بسبب تعقدها و تداخلها مع أعراض أخرى، لكن الخبراء عادة ما يستكشفونها عن طريق قياس ما يحققه الطفل بالمقارنة مع المتوقع منه بحسب مستوى ذكائه وعمره، و بصفة عامة هناك بعض المؤشرات التي تدل على وجود صعوبة في التعلم، نلخصها فيما يلي:

قبل أربعة سنوات:

عسر في نطق الكلمات.
عسر في الالتزام بالنغمة أثناء الغناء أو الإنشاد.
مشكلات في تعلم الحروف والأرقام والألوان والأشكال و أيام الأسبوع.
صعوبة في فهم الاتجاهات ومتابعتها، وفي اتباع الروتين أيضا.
صعوبة في الامساك بالقلم أو الطباشير أو المقص.
صعوبة في التعامل مع الأزرار و ربط الحذاء…
من سن أربعة إلى تسعة:

صعوبة في الربط بين الحروف وطريقة نطقها.
صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها لنطق كلمة.
يخلط بين الكلمات عندما يقرِِؤها.
يخطىء في التهجي باستمرار، ويخطىء في القراءة دائما.
صعوبة في تعلم المفاهيم الأساسية للحساب مثل الجمع والطرح.
صعوبة في قراءة الوقت وتذكر ترتيب أجزاء اليوم والساعة.
بطىء في تعلم المهارات الجديدة.
من سن تسعة إلى خمسة عشر:

صعوبة في قراءة النصوص وإجراء العمليات الحسابية.
صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي تحتاج إلى الكتابة.
يتجنب القراءة والكتابة.
كتابة كلمة واحدة بأكثر من طريقة في موضوع واحد.
ضعف في الترتيب والتنظيم.
لا يستطيع الاندماج في مناقشات الفصل والتعبير عن أفكاره.
رداءة الخط.
تصنيف صعوبات التعلم :
يمكن تقسيم صعوبات التعلم إلى مجموعتين رئيستين هما: صعوبات التعلم النمائية، وصعوبات التعلم الأكاديمية (6).

- صعوبات التعلم النمائية:
ويمكن تقسيمها إلى اضطرابات أولية وتشمل: الانتباه، والإدراك، والتذكر. واضطرابات ثانوية وتشمل: التفكير واللغة المنطوقة. وجميعها متطلبات سابقة لعملية التعلم.

- صعوبات التعلم الأكاديمية:
وتشمل الصعوبات التي يواجهها التلميذ في مسيرة تعلمه مثل صعوبات القراءة والكتابة والرياضيات.الخصائص الاجتماعية والتربوية


 

يعتبر مجال صعوبات التعلم من المجالات الحديثة نسبياً في حقل التربية الخاصة مقارنة بالمجالات التقليدية المتعارف عليها كالإعاقة البصرية، أو الإعاقة السمعية، أو التخلف العقلي. فمجال صعوبات التعلم كفرع من فروع التربية الخاصة لم يكن معروفاً حتى منتصف الستينيات (1). حيث شهدت الفترة السابقة لذلك (من عام 1930 إلى 1960م) استخدام عدد من المصطلحات لوصف مشكلات الأطفال ذوي التحصيل الدراسي المنخفض مثل: الخلل البسيط في وظائف المخ، واضطرابات اللغة المحددة، والإعاقة العصبية، وحالات قصور الإدراك(2).